>> مقاومة سرطان الثدي والتقنيات العلاجية لمقاومته
في المجتمع الحديث اليوم وتحت ضغط البقاء ومقاومة التلوثات البيئية والعادات
السيئة وغيرها من العناصر أصبح معدل حدوث سرطان الثدي في إرتفاع يوما بعد يوم،
عندما نصاب بسرطان الثدي نجد أن كثير من النساء لا يستطعن أن ينظرن النظرة الصحيحة
لهذا المرض ويدخلن في حالة من الإكتئاب والقنوط وينتظرن الموت ونحن نرى الكثير من
مثل هذه الحالات ولكن في الواقع يجب أن يكون هناك إيجابية في التعامل مع هذا المرض
والإستماع إلى الطبيب وإرشاداته ففي هذا التطور الهائل في الطب والتقنيات العلاجية
فلم يعد سرطان الثدي شيئاً غير قابل للعلاج فهناك يوما بعد يوم تظهر شمس جديدة
لتملئ حياة المرضى نوراً وصحة وسلام.
تبلغ السيدة بان من العمر 52 عاماً وقدمت من فيتنام في سبتمبر العام 2011م حيث
اكتشفت ان عندها ورمة في الثدي الأيسر فقامت بالذهاب إلى المستشفى المحلي لتعمل
الفحوصات اللازمة وتم تشخيصها على أساس سرطان ثدي وبسبب محدودية الخدمات العلاجية
لم يتم تشخيص طور الورم وهل انتقل أم لا ... اقترح الأطباء عليها أن تأخذ العلاج
الكيميائي والإشعاعي !!! وخسرت السيدة بان الفرصة الذهبية للعلاج إذ رفضت أن تأخذ
العلاج الكيميائي أو الإشعاعي في الوقت الذي لا تزال تشعر أنها بخير ولا يوجد أي
أعراض أخرى واضحة لديها.
بعد أن ذهبت إلى البيت سمعت وتعاطت بعض الأعشاب والوصفات الطبية الشعبية
واستخدمت ما يسمى باللصقات العلاجية واستمر الورم بالنمو يوما فيوماً وظهر التقرح
مع رائحة كريهة...فذهبت إلى المستشفى على عجل وفحصت مرة أخرى وظهرت النتائج تثبت
أنه سرطان مخترق قنوات الثدي ، ثم تلقت علاج كيميائي مرتين وبعدها لم تتحسن حالتها.
وفي اليوم الحادي عشر من شهر أبريل للعام 2012 م جاءت هذه السيدة إلى مستشفى قوانجو
الحديث لعلاج السرطان، وأجرت الفحوصات الإشعاعية والسونار والأشعة المقطعية وكاشفات
الأورام وغيرها من الفحوصات اللازمة وتم التأكد والتشخيص بسرطان ثدي خبيث في الجهة
اليسرة مع إختراق للجلد وتقرح وإنتقال للغدد الليمفاوية في الإبط الأيسر والصدر.
وفي الرابع عشر من أبريل قام الأطباء في المستشفى بإجراء عملية جراحية ميكرسكوبية
وتم زرع ستين جسيم إشعاعي داخل الورم وبعدها تم العلاج بالقسطرة الكيميائية مرتين
وتم إنقاذ حياة هذه المرأة. وفي تاريخ 24 مايو عادة السيدة بان إلى المستشفى الحديث
للمراجعة وكانت بصحة جيدة وبلا أي مضاعفات أو أعراض واستطاعت التحكم في الورم
بالصورة الملائمة.
عندما تخطأ في إقتناص الفرصة لعلاج سرطان الثدي فإن ذلك لا يعني حضور الموت،
فتقنية الجراحة الميكرسكوبية للحالات المتأخرة لسرطان الثدي المنتقل قد حققت قصص
نجاح عديدة. زراعة الجسيمات المشعة هي طريقة حديثة لعلاج ومقاومة السرطان عن طريق
التقنيات المينملي او الميكرسكوبية الدقيقة وهي عبارة عن مزيج متعدد من التقنيات
التكنلوجية العالية. وهذا النوع من العلاج الإشعاعي تحت توجية الموجات فوق الصوتية
والتوجيه المحوري الطبقي حيث تقوم بزراعة الجسيمات التي تبعث أشعة جاما وكذلك اليوم
125 المشع ويتم زراعتها داخل الأنسجة المتسرطنة وتوزع بشكل متساوي وتستمر بشكل
منتظم وبأقصى درجة لقتل الخلايا السرطانية ولا تتعرض الأنسجة الطبيعية إلى إصابة أو
مجرد أضرار بسيطن لا تذكر. تقنيات زرع الجسيمات الإشعاعية تستخدم بكثرة في علاج
الحالات المستعصية والتي يصعب إجراء الإستئصال الجراحي لها.
عند زراعة الجسيمات المشتعة تستطيع هذه الجسيمات أن تقتل الخلايا السرطانية
وهذا يعتبر علاج إشعاعي موضعي عن طريق القسطرة نستطيع أن نقتل الخلايا السرطانية
بصورة فعالة. وتعتبر القسطرة الجراحية لزرع الجسيمات الإشعاعية باباً جديداً من
أبواب العلاج الإشعاعي حيث أسهم تطوره في علاج كثير من الحالات التي كان يعتقد أنها
غير قابلة للعلاج وفتح لنا طريقاً وآمالاً قوية للمرضى. لا سيما في علاج الأورام
فإن القسطرة أسهمت بشكل كبير في علاج السرطانات إذ عن طريق القسطرة تستطيع أن تبحث
عن الشريان الذي يغذي الورم وتحقن الأدوية المضادة للسرطان وكذلك تسد الشريان الذي
يغذي الأنسجة المتسرطنة وهذا النوع من الطرق العلاجية لها ميزتين رئيسيتين كبيرتين
أولاهما أن تركيز العلاج المضاد للسرطان يكون بكمية عالية جدا داخل الأنسجة
المسرطنة موضعيا حيث يحقق أقصى قدر من التأثير المضاد للورم وكذلك يقلل من الأعراض
الجانبية التي تؤثر على أجهزة الجسم الأخرى، حيث يمكن للغالبية العظمى من المرضى أن
يتلقوا العلاج ومن ناحية اخرى فإن الأنسجة المتسرطنة تفقد الأوعية الدموية التي
كانت تغذي الورم وبالتالي منع الإمداد الغذائي للورم يؤدي إلى تموت خلاياه، وهذا
النوع من القنيات مناسب في الأورام الخبيثة والتي هي غير قابلة للإستئصال
الجراحي.
يشير الخبراء في المستشفى الحديث لعلاج السرطان بأن زراعة الجسيمات والقسطرة
والتبريد والتجميد والتسخين والعلاج الإشعاعي وغيرها من وسائل العلاج الحديثة في
علاج السرطان كلها وسائل فعالة في قتل خلايا السرطان والتحكم فيه وهنا للحفاظ على
الثدي كمبدأ أساسي يتم إجراء علاج غير مرهق للجسم وبدون جراحة أو نزيف وبطريقة
بسيطة تقل معها المضاعفات وتتحسن فيها النتائج مما يجعل من جمهور المصابين بسرطان
الثدي يحصلون على حياتهم مرة أخرى.