>> الحب اللانهائي للابتسام الأبدي
دودو جاء من هانوي الفيتنام ولم يتجاوز 4 أعوام من عمره بعد. عليه قضاء
الطفولة السعيدة، إلا أنه بدأ يشكو من الورم في تجويف أنفه الأيمن دون سبب ابتداء
من يناير عام 2011. اختفى ابتسامه حينئذ ويعاني من الألم بين الدموع.
الحب لن ينتهي
ذهب به والداه إلى مستشفى محلي للفحص والعلاج بمجرد العثور على الورم، والطبيب
اتخذه مريض سرطان الدم مخطئا، مما جعله يفوّت أنسب زمن للعلاج ويعاني من آلام أكثر.
كيف تقف الأم أمام الولد المعاني مكتوفة الأيدي، وقد امتلأت حياتها بالدموع؟ من أجل
إنقاذ الابن من شبح المرض المريع زار الوالدان كثيرا من المستشفيات في البلاد، إلا
أن الورم ما زال في التكبر حتى ضغط على أنفه وفمه، مما جعله عاجزا عن التنفس
والتكلم السليمين أمام العينين المشوهتين.
ما استسلما مع أن كل محاولة أتت بخيبة الأمل، حتى قابلا طبيب مستشفى هانوي
المركزي للأذن والأنف والبلعوم وتعرفا على مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام
الذي يشتهر بعلاج السرطان. أخيرا قررا تلقي العلاج في قوانغتشو الصين.
لا فرق للحب
منذ وصول المريض الصغير في يونيو عام 2012 أكمل سلسلة من الفحوصات الشاملة تحت
رعاية الدكتور داي والدكتور لاي، وتأكدا أنه أصيب بالساركومة العضلية المخططة في
المرحلة الثالثة، والعملية ليست في صالحه. أجرى فريق الخبراء الذي يقوده الدكتور
بنغ شياو تشي نقاشات ودراسات، حيث أعدوا خطة العلاج الكيميائي الأخضر وفقا لوضعه
الصحي، وأكدوا على أنواع وجرعات الأدوية الخاصة بالأطفال. بعد مرحلة العلاج الأولى
ظهرت بوارد تقلص الورم وبدأ الولد يأكل ويشرب كالعادي، مما أتى إلى الوالدين بالأمل
والثقة.
قد أصبح الوالدان على وشك الإفلاس لإنقاذ الولد المسكين، مغرورين بالديون
وتكاليف العلاج الباهظة. عندما أدرك المستشفى وضعهما المالي أقام حفل التبرع تحت
عنوان "لا حدود للطب ولا نهاية للحب"، حيث شارك فيه أكثر من 300 طبيب وممرضات
وأهالي المرضى الذين مدوا أيديهم للزوجين اللذين على المحك. كما قام المستشفى
بتخفيض بعض رسوم العلاج والفحص في سبيل مساعدة الولد على مكافحة السرطان آملا عودة
ابتسامه العريض إلى وجهه الصافي.
سالت دموع الأم على خدّيها متأثرة بجو المحبة، وعبرت عن امتنانها الصادق لطاقم
الأطباء والممرضات والمتبرعين الذين أحاطوهم بالرعاية في الحياة والعلاج وأشعروهم
بالدفء والسعادة.
الحب المستمر
بفضل نتيجة العلاج المرضية في المرحلة الأولى أتى دودو إلى المستشفى لتوطيد
نتيجة العلاج لمرتين. المرة الأولى في آب عام 2012، وأدخل فريق الخبراء بعض
التعديلات في الخطة العلاجية وفقا لتطور مرضه لاجئين إلى العلاج التدخلي لإدخال
دواء العلاج الكيميائي والمحشو إلى داخل الورم عن طريق الشرايين، وتوقف إمداد الدم
بعد اختلاط الدواء والمحشو لتحسين نتيجة العلاج الكيميائي جزئيا وإبعاد التأثيرات
الجانبية والسموم في حين الحد من نمو الورم. المرة الثانية في سبتمبر عام 2012،
وأكمل الفريق العلاج التدخلي بدقة. بفضل جهود الجميع تقلص الورم من 15*12*10cm إلى
9*6*2cm. كما أحاطت الممرضات الولد بالعناية المميزة، الأمر الذي ساهم في تحسين
وضعه الصحي وعودة غريزته الجميلة. الآن من الممكن أن تراه يجري مسرورا هنا وهناك
ويرافق أمه كل يوم مصرا على تسلية نفسه.
قبل مجيئه للمرة الثانية زار والده مكتب المستشفى لدى هانوي الفيتنام معبرين
عن شكرهما الخالص بالكلام البسيط. بالنسبة إلى الوالدين، فما أسعد من رؤية الطفل
الذي كان على وشك المفارقة وهو يرافقهما ويتمتع بالحياة السعيدة كالعادي؟