تستطيع القول بأنه كبير وتستطيع كذلك القول بأنه صغير بل صغير إلى درجة أنك في الحياة الإعتيادية لا تشعر بوجوده. وهو كذلك ثقيل والذي يتعرض له من الناس يصبح كأن على صدره جبل، يجعل يختنق ويجعله يخاف ويجعله يتألم ولذلك سمي نيزك الصحة.

　　تستطيع القول : بأن عافيته سوف تأتي

　　السيد وانغ، من فيتنام ، عمره 59 سنة وله زوجة محبة وله بنتين تزوجتا الواحدة تلو الأخرى في العام الماضي ، الناس من حوله يقولون له لقد حققت أكبر أمنية لك في حياتك ، فلقد كانوا اسرة سعيدة.

　　عندما نتذكر السيد وانغ ، كان السكان المحليين حين قدم لا يعرفون عنه إلا القليل ، ولأنه يستطيع الشرب لذلك أصبح مشهوراً، حيث يشرب سواء عند السعادة أو عند الوحدة ويقول أنه لم يواجه من ينافسه في ذلك الباع، والان السيد وانغ يبلغ من العمر ستون عاما وكل يوم يشرب خس قوارير من البيرة و500 جم من الخمر الأبيض. فالشراب في رأيه هو نوع من المتعة ولانه أيضا سبب شهرته.

　　في نهاية يناير لهذا العام بدأ السيد وانغ يشعر بأنه فقد بعض الوزن، فلقد خف وزنه كثيرا جدا وفي البداية لم يكن قلقا فلقد اعتقد أنه ربما كان قلقا ومشغولا بزواج بنتيه الإثنتين ، ولذلك ر شهر دون ان ينتبه لما حدث، إلى أحد الليالي وهو يتناول طعام العشاء ظهر عنده ألم في أعلى البطن يصحبه غثيان وقيئ مما أصابه بحالة من الذعر، فلأول مرة يواجه مثل هذه الحالة، عادة فهو يشرب الجعة ونادرا ما يحصل عنده تقيؤ، فلذلك كان يعتقد انه ربما كان هناك مشكلة ما فتوجه غلى المستشفى القريب واجرى فحص CT الأشعة المقطعيةـ وكذلك منظارا للأمعاء، فكانت النتيجة أن اخبره الطبيب بكل برود بأن الحالة تشبه انتقال للسرطان إلى الكبد من سرطان القولون والمستقيم.

　　إن السعادة حين تبلغ مداها قد لا تكتمل وقد يعترض المرض فيفسدها. ولكن السيد وانغ المشهور جدا لم يكن ليتقبل تلك الحقائق الجديدة، وحتى انه كان رافضا لأي فحص تشخيصي ويوا بعد يوم خف وزنه كثيرا في حين كان الألم يعتصر أهله ولكن ماذا بوسعهم أن يعملوه؟

　　ولكن ماذا بوسعك ان تعمل لمثل هذا المريض العنيد، تناوب أفراد الأسرة يفكرون ماذا يستطيعون أن يعملوه وفي الأخير اهتدت البنت الثانية إلى التواصل معه ولكنها وجدت أنه لم يوافق على التعاون مع الطبيب للعلاج ليس بسبب أنه غير مؤمن أنه مصاب بمرض السرطان بل لأن الطبيب نظر إليه بعين باردة وأن أصدقاءه الذين كان ينظرون له بإحترام ووقار عرفوا بأنه أصيب بمرض قاتل ولا امل في الشفاء منه وبالتالي فقد كل ماء وجهه وكرامته ومهما يكن فقد كان يأخذ رجولته فوق كل اعتبار!

　　السرطان لا يمكن تأخير علاجه والطريقة الوحيدة لمعالجة مخاوف السيد وانغ هو العثور على شخص يقنع السيد وانغ بالتعاون للعلاج وأيضا بالبحث عن مستشفى بعيد عن المنطقة التي يعيش فيها وفي الأخير توصلت البنتان إلى ضرورة نقل والدهما إلى خارج إندونوسيا للعلاج وبحثا إلى أن وجدا المستشفى الحديث كوانزو لعلاج أمراض السرطان.

　　في تاريخ 31/ 3/ 2012م بصحبة السيد وانغ جاؤا إلى الصين ووصلوا إلى المستشفى الحديث كوانزو . كانت شكوى المريض بأنه منذ أن ظهر عنده المرض كانت صحته النفسية ونومه على ما يرام ولكن عنده صعوبة في البلع إذا لا يستطيع سوى بلع المواد الشبه سائلة، وكان البراز رخو ورقيق وعدد مرات التبرز من أربع إلى ست مارت في اليوم وكان وزن الجسم أكثر من أي وقت مضى بعشرة كيلوجرامات. وكان السيد وانغ يعاني سابقا من التهاب المعدة المزمن ، وكذلك من البواسير المختلطة لعدة سنوات، ولكنه لم يتعالج بصورة منهجية إطلاقا وكذلك كان لديه في الصدر والبطن عديد من الأورام الشحمية المتعددة. بعد إجراء الفحص بالتصوير المحوري الطبقي تم اكتشاف ان القولون الصاعد بأكمله وكذلك القولون في الثنية الكبدية يعاني من عدم انتظام سماكة الجدار تبلغ حدا اقصى 1.5 سم وفي الثنية الكبدية بالقرب من الجهة الوحشية الخارجية يوجد ورم حجمه 3.8x3.9 سم من الأنسجة الناعمة وفي الفص الأيمن من الكبد يوجد حوالي 1.7 x 1.8 سم كعقدة منخفضة الكثافة ، وبعد الفحص بمنظار القولون جنبا إلى جنب مع التصوير المحوري الطبقي، كان احتمال سرطان القولون المنتقل إلى الكبد وغلى العقد الليمفاوية بالإضافة إلى مضاعفات الإنسداد المعوي الميكانيكي.

　　يشير الخبراء في المستشفى الحديث كوانزو لعلاج امراض السرطان ، استنادا إلى التاريخ المرضى وإلى نتائج الفحوصات فإن المريض مناسب لاجراء عملية جراحية وبالتالي تم ترتيب اجراء العملية الجراحية وفي الرابع من أبريل قام الطبيب الجراح تحت التخدير العام للمريض بإجراء عملية إستئصال سرطان القولون، وفي خلال العملية فحص المريض بأن عند المريض في القولون الصاعد ورم بحجم 4 x5سم وتم استئصال القولون المستعرض حوالي 15سم من الجهة اليمنى بعيدا عن الورم الأساسي وفي نهاية الأمعاء الدقيقة اللفائفية بحوالي 2سم، وخلال مرحلة العملية الجراحية كانت العلامات الحيوية مستقرة والنزيف قليل جدا، وتم العملية الجراحية بسلاسة، وبعد العملية اكن السيد وانغ يمزح قائلا لم أشعر بأية آلام خلال العملية، لدرجة انني أشك هل يمكن ذلك؟

　　بعد العملية الجراحية كانت نتائج فحوصات الأنسجة المرضية كما يلي: سرطان القولون الغدي متوسط التباين، ونقيلات في القولون المستعرض والغشاء الليمفاوي له، وبالنسبة لهذة النتيجة فقد قرر الطبيب بعد العملية الجراحية بإسبوعين إجراء العلاج الكيميائي بالإضافة إلى القسطرة العلاجية للعلاج الكيميائي وبالإضافة إلى العلاج المناعي، ونظرا لتعاون السيد وانغ الكامل فإن كل العمليات الجراحية وكل المعالجات تكللت بالنجاح. وفي 15 مايو كان الطبيب يقوم الجولة على المرضى واخبر السيد وانغ بان نسبة تعافيه جيدة جدا فقد اختفت الأعراض ولذا نصحه الطبيب ببعض التمارين الرياضية لتعزيز اللياقة البدنية.

　　بعيدا عن الأهل كانت رعاية الطاقم الطبي تشعر السيد وانغ بالدفئ ، مما ساهم في تخفيف حالته وسبب له مزاج جيد وكل ذلك حسب قوله بفضل المستشفى الحديث كوانزو لعلاج امراض السرطان وطاقمة الطبي والتمريضي وهنا قال أنه لم يعد بعيد عن الحياة الصحية.