>> أحسّ بالدفء الأسري هنا
بدأ فريق خبراء المستشفى تحت قيادة الدكتور بنغ شياو تشي المعاينة اليومية، وأقبل عليّ الدكتور بنغ قائلا لي بشيء من الفرح والمرح إن نتيجة PET/CT أثبتت أن ورمي قد أصبح تحت السيطرة الآن، ثم نصحني بتلقي العلاج باستمرار تجنبا للانتكاس. طلب مني فتح الفم لفحص بلعومي، ففتحته مطلقا "آ..آ..آ.." متعمّدا لبضع عشرة ثانية بقوة وبصوت عال، مما أضحك زوجتي والأطباء أجمعين.
اسمي روان ون جينغ وأنا من مواليد هانوي فيتنام، وأدركت أني قد أصبت بالسرطان في أواخر عام 2010. نظرا للمستوى العلاجي المحدود في بلادي زار أهلي كثيرا من المستشفيات المختصة بعلاج السرطان خوفا عليّ. ذات يوم قرؤوا خبرا على الجريدة بالصدفة وأدركوا أن مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام مستشفى اختصاصي ماهر في علاج الأمراض السرطانية المتنوعة. كما قد تم تأسيس فروعه ومكاتبه في الفلبين وفيتنام وإندونيسيا وتايلاند وبنغلاديش وكمبوديا لمساعدة المرضى. لذا أتيت إلى المكتب لدى فيتنام للاستفسار مقدرا تقنياتهم العلاجية المتقدمة. أخيرا بمساعدة العاملين أكملت الإجراءات اللازمة للسفر إلى الصين وتلقيت العلاج هناك.
أول انطباع للمستشفى
دخلت المستشفى في عام2011 ودبر لي الطبيب فحوصات صحية شاملة، مثل CT وفحص الأنسجة الحية، ثم أثبت أني قد أصبت بسرطان الغدد الليمفاوية. بعد تشاور وتباحث فريق الخبراء والأطباء قرروا إجراء العلاج التدخلي المتكامل مع العلاج المناعي وفقا لوضعي الصحي.
يشمل العلاج التدخلي على السد والعلاج الكيميائي الجزئي، بينما يعد الأول سد الأوعية الدموية التي تنمو عليها الأورام لإيقاف إمداد الغذاء إليها حتى موتها. أما الثاني، فهو عبارة عن قتل الخلايا السرطانية مباشرة. في الحقيقة إن العلاج المناعي يساعد المريض على تقوية مناعة جسم ذاته.
عند انتهائي من المرحلة الأولى قال لي الطبيب إن نتيجة CT أثبتت أن وضعي قد تحسن بحوالي 80%، ولا غرابة أني شعرت بالارتياح وتحسن شهية الأكل وجودة النوم. ثم دخلت المرحلة الثانية والمراحل الثلاث الباقية، وبعدها قال لي إن ورمي قد اختفى تماما وفقا لنتيجة PET\CT وما بقي في جسمي إلا بعض الأنسجة الميّتة. إن هذا الخبر أسعدني وزوجتي وعزز ثقتي بالأسلوب العلاجي والفوز الأخير.
لتكنولوجيا المتقدم والخدمة الدافئة
يعتز مستشفى قوانغتشو بتقنيات العلاج المتقدمة البالغ عددها 12 وكنت قد درست كلها وتعرفت على الخطط العلاجية التي وضعها للمرضى الآخرين ونتائجها. في الحقيقة كان يبقى سرطان اللوزين في حنجرتي، فتكون الطرق العلاجية محدودة، مثل العلاج التدخلي والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، ولا تناسبني الطرق الأخرى. كنت قد عرفت أن كثيرا من الأصدقاء الفيتناميين يتلقون العلاج هنا ونتائجه بارزة، خاصة بعضهم الذي يعاني من السرطان الخطير يستفيد من هذه الطرق العلاجية المتميزة أيضا.
كتبت خطاب شكر لقيادة مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام تعبيرا عن امتناني، وفيه طرحت اقتراحاتي أيضا. لم أتوقع أن المدير كتب لي ردا وزارني في غرفتي طالبا من الأطباء المسؤولين العناية الخاصة بي. لا بد من القول إن الأطباء هنا يملكون تقنيات علاجية متفوقة والممرضات يحيّين المرضى بابتسامات عريضة وبيئة المستشفى تركت انطباعا حلوا في قلب، ولم أكن أقيم مع 3 مرضى في غرفة ضيّقة مثل في المستشفى الفيتنامي. ما يسعدني أن جميع الأطباء والممرضات يعاملون مرضاهم معاملة الأهالي، مما أشعرني بدفء الأسرة.
زيارتي في منزلي
بعد انتهائي من العلاج في مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام، عدنا أنا وزوجتي إلى بلادنا، ولم أكن أتوقع أن أطباء مكتب المستشفى يأتون إلى منزلي دائما للاطمئنان على وضعي الصحي ونصحوني بالحرص على الصحة. كلما تذكرنا بداية أيام مكافحة السرطان ما تخيّلنا عودة السعادة والبهجة إلى أسرتنا، ولكن الآن نأكل ونتجاذل أطراف الحديث معا. كانت زوجتي قلقة جدا من وضعي وتقضي كل يوم عابسة الوجه وبكت مرارا في غفلتي. فماذا استطعت أن أفعل لطمأنتها والتهدية من روعها؟ لكن قررنا السفر إلى الصين لتلقي العلاج الأفضل بعد استفسار عاملي المكتب، على الرغم من معارضة جميع أفراد عائلتي ما عدا زوجتي التي كانت تؤيد قراري وتشجعني وتثبت عزيمتي في التغلب على السرطان الفظيع.
عندما وصلت مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام أحسسنا بالدفء والإخلاص بين الأطباء والممرضات الذين يهمّهم وضعي الصحي دائما. الطبيب المسؤول أجرى فحوصات مفصلة لي ونصحني بخيار العلاج التدخلي. طالما تذكرت زوجتي يوم تلقيه قالت "كان زوجي يبدو مرهقا جدا بعد تناول الدواء، خاصة أنه فقد شهية الأكل مع تراجع معنوياته بعد ذلك بأسبوع."
"إن هذا المشهد آلمني وأحزنني، ولكن بعد 10 أيام وجدت أن حاله تحسن ومعنوياته ارتفعت مع عودة شهية الأكل السليمة، وكان يقوى على التحدث إليّ بفرح ومرح، وكنت أعتقد أن وضعه بدأ يتحسن مع طلوع نتائج العلاج. اطمأننت تدريجيا واثقة بقدرة الأطباء."
كما أعد لي الخبير الغذائي وجبات مغذّية رائعة. لم أحسّ بشيء من الوحدة والخوف هنا، ويساعدني مترجم الفيتنامية في التواصل مع الآخرين وتبادلت المساندة والتشجيع مع المرضى الفيتناميين المقيمين هنا. الآن أتخذ المستشفى أسرة كبيرة سعيدة.
ورمي الآن قد تقلص بنسبة 70٪ - 80٪، مما يبني الثقة في مكافحة السرطان. كما آمل في نفس الوقت إعطاء الثقة والتشجيع لمرضى السرطان الآخرين وأتمنى أن يساعد وينقذ مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام مزيدا من مرضى السرطان وأسرهم.