>> أريد البقاء
كلما نظرت إلى السقف طلعت أمام عينيّ كل الليالي التي أرقت فيها. أنا من مواليد جاكرتا إندونيسيا وكانت حياتي جميلة ورائعة قبل إبريل عام 2011، لكن ما إن تمتعت بسعادة الحياة وعناية أطفالي منتظرة بداية الحياة الأسعد بعد تقاعدي حتى هاجمي شبح السرطان المروّع!
انتهاء السعادة
ذات يوم فوجئت بكتلة صلبة في الثدى الأيمن وعدم الشعور بضغوط على الأصابع، واقترح عليّ أهلي الذهاب إلى المستشفى للفحص الصحي. في اليوم التالي أتيت الى مستشفى محلي لإكمال الفحص بالموجات فوق الصوتية والاختبار الصحي، ثم أثبت لي الطبيب أني قد أُصبت بورم بحجم بيضة البط، بمعنى أني قد أصبحت من مريضات سرطان الثدى. فوجئت بهذا الخبر المحزن وليس ببالي إلا الموت. كيف أعيش مع السرطان ولم تمرّ سوى 47 سنة عليّ وحياتي الجميلة مع أولادي وزوجي؟ لكني قلت لنفسي بحسم "لا بد من البقاء".
رفضت الطبيب الإندونيسي المصرّ على استئصال الورم الخبيث، لأني خفت من المبضع والمضاعفات وانتكاس السرطان الذي قد يهدد حياتي مجددا بعد العملية الجراحية. كما طلب مني تناول العقاقير الصينية وتلقي التدليك القدمي لعلاج السرطان، بل ما زلت أشعر باليأس والضلّ مثل أهلي. بعد تلقي العلاج المعين لمدة كشف الطبيب عن تقلص الورم، فوجدت خيط الأمل للبقاء والحياة السعيدة وبنيت الثقة لمكافحة السرطان. في مايو جرحت نفسي مهملة وتورم الثدى الأيمن مجددا وثابرت على تناول العقاقير والتدليك القدمي لكن ما تحسن الوضع، مما أقلق أسرتي المشغولة في تسخير كل الإمكانيات لإنقاذي. كنت أرفض العلاج وأي محاولة وساورتني الشكوك في الغد الغامض وأمل التعافي. ليس أمامي سوى اليأس والخوف، حتى سماعي لخبر في مايو عام 2012.
أريد البقاء
في يوليو 2011، وسمعت عائلتي عن مستشفى اختصاصي ذي خبرة علاجية وافرة، أي مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام. كنت أحدق إلى عيون أهلي المملوءة بالآمال فقررت السفر إلى قوانغتشو لاغتنام هذه الفرصة الأخيرة راغبة في البقاء.
ما كدت أخرج من المطار حتى وجدت سيارة المستشفى في انتظاري، وأوصلني العاملون إلى الغرفة. لم أتوقع أن الممرضات والمترجمين أتوا لزيارتي وتجاذب أطراف الحديث معي وتعريفي على بيئة المستشفى وأحوال المريضات المحيطات بدلا من إجراء الفحوصات الصحية فورا، الأمر الذي أشعرني بطيبهم وتعاطفهم. كما جاءني الطبيب للتعرف على وضعي الصحي وأحوال العلاج السابقة ناصحا بالراحة. في لحظة اختفى خوفي وقلقي وأحسست بالاطمئنان بعد سماع شرح الأطباء والممرضات. هكذا قضيت منشرحة الصدر أول يوم في المستشفى.
في اليوم التالي دبرت لي الممرضة الفحص الصحي، كشف الخبير وفقا لنتيجته أني قد أُصبت بIDC بدرجة II. وضع الخبراء خطة علاجية خاصة بي بعد التشاورات والمباحثات، فأدركت لأول مرة أن الخطط العلاجية تختلف باختلاف الأفراد. تلقيت العلاج التدحلي ل6 مرات وتجميد سكين الأرجون والهليوم ل3 مرات والعلاج الإشعاعي في مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام، وتحسن وضعي الصحي تدريجيا وارتفعت معنوياتي.
أستطيع البقاء
قد تخلصت من الحى وألم العظام بدون سبب وتحسنت معنوياتي وعادت شهيتي في الأكل، والأهم هو أني قد رأيت أمل البقاء. قال لي خبراء مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام إن مرضي قد أصبح تحت سيطرتهم وسوف أرى مزيدا من التحسنات مع استمرار العلاج، بحيث قد أدركت إمكانية استمرار حياتي. تبادلت أطراف الحديث مع الممرضات ومرضى ومريضات السرطان دائما مشجعة لهم معززة الثقة بالتغلب على هذا المرض الفظيع. بدأت أحسّ بجمال وأمل الحياة وعادت عائلتي إلى حضني. قد أثبتت عزيمتي في البقاء وأمنيتي للمستقبل الأجمل!