>> بناء الثقة لمكافحة السرطان والحصول على الأمل الجديد
أنا امرأة بسيطة من سورابايا اندونيسيا، وفوجئت عندما وجد زوجي الدم في برازه وعانى من عسر التبرز والألم في أسفل بطنه الأيمن وظهره والعجز عن المشي. ذهبنا إلى مستشفى محلي لفحص MR الذي أسفر عن نتيجة الإصابة بالسرطان وانتشار الخلايا السرطانية إلى عظام كل الجسم. إن الطبيب المحلي كان عاجزا عن العلاج. لم يخطر ببالي أن زوجي الذي كان يتمتع بالصحة الجيدة قد أُصيب بالسرطان فجأة، وكيف أعيش وأراه حزينا والطبيب عاجز عن إنقاذه؟
ذات يوم أوصانى ابني بتلقي العلاج في مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام، لكن أهلي وأصدقائي عارضوا هذا الرأي. ما أردت ترك أي أمل لإنقاذ زوجي. أخيرا أتينا أنا ووابني إلى المكتب المعتمد للمستشفى لحجز الرحلة الاستشفائية بغض النظر عن معارضة الآخرين، وقدمنا أنا وزوجي إلى الصين متطلعين إلى الذكريات الحلوة والحياة المستقبلية السعيدة مع زوجي.
إن المستشفى حجز لنا تذاكر الطيران وساعدنا في الحصول على تأشيرة الدخول، بالإضافة إلى إطلاعنا على وقت الإقلاع ووقت الهبوط وعدد المسافرين بصورة مفصلة. العاملون أبلغونا بأن المستشفى سوف يرسل سيارة خاصة لأخذنا في المطار مقدمين خريطة مدينة قوانغتشو التي بها اطلعنا على وسائل أخرى لوصول المستشفى. كما قال لنا عاملو المكتب لدى سورابايا إن كل مريض مسجل سوف يحصل على بطاقة رقم هاتف صيني إن كان يزور البلد لأول مرة. إن كل هذه الخدمات تساعدنا على التواصل مع أهلنا في البلاد ونشكر المستشفى على حسن تدبيره.
بعد وصولنا إلى المستشفى رتبت لنا الممرضات غرفة مريحة وزارنا الطبيب للاطلاع على أحوال زوجي. كما قدم لنا المترجمون بيئة المستشفى والعلاج الضروري والفحص الصحي الذي لا يستغنى عنه من أجل إطلاعنا على العملية العلاجية بالكامل.
تلقى زوجي سلسلة من الفحوصات وحسب نتائجها أعد الطبيب خطة علاجية خاصة به وأكمل عمليات العلاج الإشعاعي لعدة مرات للتخفيف عن آلام عظام زوجي. بعد ذلك أجرى الطبيب عملية علاج مينيملي التدخلي. بعد العملية ب24 ساعة كان زوجي يقوى على الوقوف ويستغني عن كرسي المعوقين والسرير. إني سررت ودهشت بهذه النتيجة ورأيت أمل شفائه.
تحسن وضعه الصحي تدريجيا برعاية الأطباء والممرضات، كما أعطانا أطباء مستشفى قوانغتشو الحديث لبحث الأورام سلسلة من الخرائط السياحية التي تشمل شارع بكين، وذلك التدبير لن يترك تأثيرات سلبية على صحة زوجي.
من أجل تنظيم هذه الرحلة زار عاملو المستشفى شارع بكين مرارا للتعرف على أحواله، حتى تحديد أمكنة الجمع ومواقع ركوب الباص والمطاعم التي تقدم أطباقا صالحة لمرضى السرطان وأمكنة الاستجمام للراحة. بعد ذلك بلّغوا المرضى بساعة الانطلاق وعدد المشاركين ودبّروا باصات وأدوية إسعافية ومساعدين، مثل عدد معين من الأطباء والممرضات ومترجمي مختلف اللغات.
أتى المترجم إلى غرفتنا لإطلاعنا على وقت الانطلاق والعودة والأمكنة التي سنزورها وعدد المشاركين والترتيبات والتنبيهات وإلخ. إن شرحه دقيق ولطيف جدا. في يوم الانطلاق تغدّينا في المستشفى وانتظرنا عند البوابة بفارغ الصبر، ثم رأينا الباص السياحي والممرضات اللاتي يحملن أدوية إسعافية متنوعة والمترجمين. تأثرت بعناية ودقة العاملين الذين يضعون كل احتياجات المرضى في عيون الاعتبار. ركبنا الباص وتحدثنا مسرورين متجهين إلى شارع بكين.
في طريقنا إلى شارع بكين تجاذل المترجمون أطراف الحديث معنا وتبادلنا النكات وغنّينا في الباص المملوء بالبهجة والسرور. في حين استمتاعنا بناطحات السحاب والحدائق الجميلة والمحلات المزدحمة في المدينة قد وصلنا شارع بكين. رأينا صواري الأعلام الـ5 الرمزية عند تقاطع الطرق بجانب لوحة مكتوبة عليها كلمات "شارع بكين". نزلنا من الباص وأكد لنا المترجمون خارطة التجول ومكان الجمع، ثم بدؤوا يقدمون لنا المعالم التاريخية والأطباق المحلية والمحلات التجارية والأسواق المتميزة في هذا الشارع المزدهر.
تجولنا في الأزقة والمحلات ودكاكين الملابس والقبعات والحلي بصحبة المترجمين وتذوقنا الكعكات والكرات المصنوعة من اللحوم المفرومة اللذيذة. اشتريت مستلزمات يومية لزوجي في السوق وبعض الملابس المحلية المتميزة لأصدقائي وأهلي في البلاد. بعد ساعة حملنا في أيدينا أكياسا كثيرة متعددة المقاسات. قد لاحظت الممرضات إرهاق زوجي، فاقترحن علينا الراحة تحت ظلال الأشجار. حدقنا إلى المارة متذكّرين قلقنا وذعرنا عندما كشفنا عن السرطان الفظيع.
إن الساعات السعيدة مرت بنا بسرعة وقد حان وقت العودة. جمعنا المترجمون وركبنا الباص بانتظام. أخرجنا البضائع التي اشتريناها وتحدثنا مع الآخرين في غاية السرور والبهجة.
في الليلة قلت لزوجي إن لم نشارك في الرحلة الاستشفائية التي نظمها مستشفى قوانغتشو الحديث لحبث الأورام لننغمس الآن في الحزن واليأس ونفقد الثقة بالتغلب على السرطان. لا بد من القول إن المستشفى جلب إليّ وزوجي العزيمة والثقة والأمل للمستقبل الأفضل.